عمر أمة الاسلام وقرب ظهور المهدى عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :-
ان عمر أمة الاسلام هو منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الى أن تقوم الساعة، وبالتحديدالى أن تأتى ريح لينة من قبل اليمن فتقبض نفس كل مؤمن ويكون ذلك بعد موت عيسى ابن مريم(ع) ثم لايبقى على ظهر الأرض مؤمن فينتهى هنا عمر أمة الاسلام ولايبقى على الأرض الا شرارالناس وعليهم تقوم الساعة،
-فعمر الأمة اذن- أى أمة -يكون منذ بعثة نبيها الى بعثة النبى الذى يليه فمن آمن بهذاالنبى الآخر كان من آمته وآوتى الأجر مرتين،ومن كفر به عجز وانقطع وكان كمن كفر بالأنبياء كلهم.

-فعمر أمة اليهود :هو من بعثة موسى (ع)الى بعثة عيسى(ع)

-وعمر أمة النصارى:يمتد من بعثة عيسى(ع) الى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم

وهنا يطرح السؤال نفسه:- هل ورد فى الشرع الحنيف شيء فى تحديد أعمار هذه الأمم؟
والجواب : نعم

فى هذا الحديث الشريف

"روى البخارى فى صحيحه بسنده عن عبدالله بن عمر أنه سمع النبى صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( انما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين العصر الى غروب الشمس، آوتى
أهل التوراة.. التوراة .. فعملوا حتى اذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم آوتى
أهل الانجيل..الانجيل.. فعملواالى صلاة العصر ثم عجزوافأعطواقيراطاقيراطا،ثم آوتينا القرآن فعملنا الى غروب الشمس فأعطينا..قيراطين..قيراطين..فقال أهل الكتاب:أى ربناأعطيت هؤلاءقيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطاونحن كنا أكثرعملا،قال: قال الله عزوجل:هل ظلمتكم من أجركم من شيء؟ قالوا :لا ،قال:فهو فضلى أوتيه من أشاء )

المعنى الاجمالى والشرح

يخبرناالنبى صلى الله عليه وسلم: بطريقة ضرب الأمثال للتقريب والتبيين عن مدة بقاء أمة الاسلام فى هذه الحياةبالنسبة للأمم التى قبلها من اليهود والنصارى،فمدة المسلمين الزمنية هى الفترةالتى تمتد من صلاة العصر الى الغروب ومدة اليهود هى الفترة من الفجر الى صلاة الظهر-نصف النهار-ومدة النصارى من صلاة الظهر الى صلاة العصر أىأن مدة اليهود تعادل مدتى المسلمين والنصارى مجتمعين.
لأن اليهود عملوا نصف النهار والمسلمون والنصارى عملوا النصف الاخرللنهار وكما يخبرنا الحديث الشريف عن تفضيل الله سبحانه لهذه الأمة الأخيرةأمة محمدمن غير أن ينقص الأمم السابقة من أجورهم شيء أو يظلمهم لأنه سبحانه وتعالى منزه عن الظلم فقد أعطاهم أجرهم كاملا غير منقوص.
-والقيراط المذكور فى الحديث هو النصيب والملك فى الجنة وان أقل أهل الجنة منزلة من يكون له مثل كل ماتمنى وزيادة عشر مرات،فالقيراط اذن يعنى أجرا عظيما موفى موفرا.
-فغضب أهل الكتاب،لا لأنهم غمصوا حقهم ولكن حسدا من أنفسهم لأمة الاسلام المفضلة عليهم،فقالوا: ياربنا لم فضلت هؤلاء علينا بأن ضاعفت لهم الأجر وأجزلت لهم العطاءمع أننا
كنا أكثر عملا .....

وجملة ( كنا أكثر عملا) تحتمل معنيين:-

-الأول: كناأطول زمنا وبقاء فى الحياة الدنيا وبالتالى أكثر عملا.

-الثانى:كنا أكثر أتباعا مما يستلزم كثرة العمل.

وعلى هذا يكون القائل ( كناأكثرعملا) على المعنى الآول هم اليهود خاصة ويؤيد ذلك أحد ألفاظ الحديث الذى رواه البخارى فى كتاب التوحيد ...( فقال أهل التوراة)... وذلك لأن اليهود بلاخلاف أطول زمنامن المسلمين فيصدق قولهم(كناأكثرعملا)ويكون قول النصارى(كنا أكثرعملا)على المعنى الثاني أى أكثر أتباعالأنهم آمنوابموسى وعيسى فيصدق قولهم كذلك.

قال الحافظ ابن حجر فى كتابه القيم (فتح البارى)تعليقا على أحاديث عمر الأمم-مانصه-
(وأستدل به - أى الحديث المذكور - على أن بقاء هذه الأمة - أمة الاسلام - يزيد على الألف لأنه يقتضى أن مدة اليهود نظير مدتى النصارى والمسلمين، وقد أتفق أهل النقل على أن مدة اليهودالى بعثة النبى صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفى سنة ،ومدة النصارى من ذلك ستمائة سنة )
وقال أيضا: ( وتضمن الحديث الاشارة الى قصر المدة التى بقيت من الدنيا)

ومما سبق يمكننا أن نقول أن:-

مدة عمر المسلمين = مدة عمر اليهود - مدة عمر النصارى

2000- 600= 1400 سنة تقريبا والله أعلم

( نقلا عن كتاب عمر أمة الاسلام وقرب ظهور المهدى عليه السلام)
للمؤلف الأستاذ / أمين محمد جمال الدين